للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقابلها تمامًا أنواع النقص في حدود هذه المجالات الإنسانية.

وشرح هذه الأنواع وتفصيلها فيما يلي:

أولًا: الكمال الفكري

ويكون الكمال الفكري بالعلم والمعرفة، وطريقة الأخذ بوسائلهما، ويكون الترقي في سلم هذا الكمال بمقدار الترقي في درجات العلم والمعرفة، ولما كان الترقي في سلم هذا الكمال من أهم ما يكسبه الإنسان من خير، حث الله رسوله عليه وقال له في سورة "طه: ٢٠ مصحف/ ٤٥ نزول":

{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} .

ولما كان أفق هذا الكمال أوسع من قدرة الإنسان على استيعابه، قال الله عز وجل مخاطبًا الناس جميعًا في سورة "الإسراء: ١٧ مصحف/ ٥٠ نزول":

{وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا} .

وقال في سورة "يوسف: ١٢ مصحف/ ٥٣ نزول":

{وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} .

ومجال الحديث عن حث الإسلام على اكتساب المعارف والعلوم مجال واسع جدًّا والنصوص فيه بالغة الكثرة، وحسبنا في هذا المقام الإلماح اليسير إلى ذلك.

ومما لا ريب فيه أن الكمال الفكري خير مطلق بحد ذاته، وأن الترقي في مراتب هذا الكمال ترق في مراتب الخير.

فالسلوك الذي يمارسه الإنسان فيقضي به إلى الترقي في مراتب الكمال الفكري عمل من أعمال الخير التي يأمر بها الإسلام.

لذلك فهو أساس من أسس الحضارة الإسلامية.

وأهم المعارف التي تُرقي الإنسان في سلم الكمال الفكري معرفة الله جل

<<  <   >  >>