وتحقيق الارتقاء في سلم الكمال الفكري يكون بالأخذ بأسباب التعلم المختلفة، ومنها تلقي المعارف المستقرة، والبحث العلمي السديد، والملاحظة والاختبار والتجربة.
ويقابل الكمال الفكري النقص الفكري، ويكون هذا النقص بالجهل، وبالهبوط في دركاته، وأحط دركات الجهل منزلة الجهل المركب، وهو الذي يتصور صاحبه فيه الحق باطلًا والباطل حقًّا، ولا غرو أن الجهل البسيط أخف منه.
والجهل البسيط هو عدم المعرفة بالشيء مع الاعتراف بالجهل به، الذي لا يعرف مثلًا ما هو التفاح فإذا سألته عنه قال: لا أعلم، وهو جاهل بسيط، لكن الذي يزعم أن التفاح حيوان بحري ذو خمس أرجل وثلاث أعين هو جاهل مركب.
والذي ينشأ في واد منعزل فيجهل أن لهذا الكون خالقًا هو جاهل بسيط، أما الذي يتصور أن ربه فرعون، أو حيوان من الحيوانات، أو ثالث ثلاثة فهو جاهل مركب.
ثانيًا: الكمال الخلقي
الخلق: صفة مستقرة في النفس فطرية أو مكتسبة، ذات آثار في السلوك محمودة أو مذمومة.
والكمال في خلق ما يكون حينما تكون آثار الصفة الخلقية المستقرة في النفس محمودة كلها، أما النقص في خلق ما فيكون حينما تكون آثار الصفة الخلقية المستقرة في النفس مذمومة كلها أو بعضها.
وبملاحظة كون آثار الخلق قابلة للحمد أو الذم يتميز الخلق عن الغريزة