أما المعيد فهو دون المدرس، وأرقى درجة من عامة الطلبة، وهو الذي يعيد الدرس بعد إلقاء المدرس الأصلي أو نائبه الدرس على الطلبة.
والطالب النبيه المجد الذي يجد فيه الأستاذ كفاءة وصلاحية لوظيفة المعيدية يعينه أو يرشحه ليكون معيدًا، ثم قد يُرقى المعيد فيكون مدرسًا.
وكان المدرس يجلس على كرسي عند التدريس، ويلبس ثياب السواد، وعلى رأسه عمامة، وعلى يمينه ويساره معيدان.
وكان مدرسو "المدرسة المستنصرية" يختارون من كبار المدرسين والشيوخ العلماء، في العراق والشام ومصر وغيرها من بلدان المسلمين، ممن انتهت إليهم رياسة العلم، أو عرفوا بالبحث والتحري عن الحقائق العلمية، أو كانت لهم مؤلفات قيمات.
الإنفاق:
أما الإنفاق على الطلبة فقد كان لكل طالب ما يكفيه يوميًّا من خبز، وإدام يطبخ في مطبخ المدرسة، غير الحلوى، والفاكهة، والصابون، والزيت، وكان لكل طالب ديناران شهريًا، لينفق منها في حاجاته الخاصة.
وكان الطلاب يسكنون في غرف خاصة تابعة للمدرسة ذات ضوء كاف، ومفروشة بكل ما يحتاجه الطالب لإقاماته، ومزودة بما يحتاجه لمنامه، وفي المدرسة المرافق العامة، لقضاء الحاجات، والطهارة، والاغتسال.
قبول راغبي الدراسة فيها:
وكانت "المدرسة المستنصرية" تستقبل الطلاب الوافدين من كل بلدان العالم الإسلامي، ضمن حدود استيعابها، وكان يختار للقبول فيها الأفضل فالأفضل.