للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عهد العبيديين "الفاطميين":

٧- وفي أواسط القرن الرابع الهجري دخل العبيديون الذين سموا أنفسهم "فاطميين" قادمين من المغرب، فحكموا مصر.

وتم للقائد الفاطمي "جوهر بن عبد الله" الصقلي فتح مصر وكانت قاعدتها "الفسطاط"١، فأراد أن يؤسس مدينة أخرى تقع إلى شمالها، وشرع بتأسيسها، وسماها "المنصورية" ثم انضمت المدن المتجاورة التي أسست في هذا الموقع وغلب عليها اسم "القاهرة" المعروفة الآن.

- وحين شرع "جوهر الصقلي" ببناء المنصورية ابتدأ العمل ببناء جامع المدينة الجديدة، وهو المعروف الآن بـ"الجامع الأزهر". وتم بناء الأزهر وما حوله من قصور الخلافة وبيوت أكابر رجاله الدولة في نحو ثلاثين شهرًا.

- وأراد الفاطميون أن يجعلوا الأزهر مركزًا لنشر مذهبهم الذين ينتمون فيه إلى الشيعة، وأول من ألقى الدروس فيه منهم "أبو الحسن علي بن النعمان بن محمد بن حيون".

- ثم اختارت الدولة الفاطمية خمسة وثلاثين عالمًا منهم وجعلتهم مدرسين في الأزهر، وأنشأت لهم مساكن حول الجامع الأزهر، وكان لهؤلاء العلماء صلة من مال الوزير في كل سنة، وكان يخلع عليهم في عيد الفطر خلعات كسوة تكريمية.

- وجدد الحاكم بأمر الله الفاطمي الأزهر، وأوقف له الأوقاف للإنفاق عليه وعلى طلابه وأساتذته من ربعها.

- ثم اعتنى الفاطميون من بعده بالأزهر اعتناء عظيمًا؛ رغبة منهم في جعله


١ الفسطاط: مدينة أسسها "عمر بن العاص" في سنة "٤١هـ" بإذن الخليفة "عمر بن الخطاب" بعد فتح مصر، واتخذ لها مكانًا في الفضاء المتسع بين النيل وتلال المقطم، بالقرب من حصن بابليون، وأقام بها مسجدًا كبيرًا ودارًا للإمارة، وهي الآن جزء من القاهرة الكبرى، ولما أسس الفاطميون القاهرة إلى جوار الفسطاط، تقهقر حال الفسطاط، وأخذ سكانها ينتقلون إلى القاهرة وما حولها.

<<  <   >  >>