ذا شأن عظيم يجتذب طلاب العلم الذين يغرسون فيهم مذهبهم، من جميع بلدان المسلمين؛ إذ يجدون فيه المأكل والمشرب والمسكن والملبس مجانًا.
عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي:
٨- وفي القرن السادس الهجري سنة "٥٦٧هـ" قضى السلطان "صلاح الدين الأيوبي" على الدولة الفاطمية، وعلى مذهبها وتقاليدها؛ إذ كان صلاح الدين سُني الاعتقاد شافعي المذهب، واعتمد التدريس في الأزهر على العقيدة السنية، وعلى المذاهب السنية الأربعة:"المذهب الشافعي" والمذهب الحنفي، والمذهب المالكي، والمذهب الحنبلي".
وكان نظام التدريس في الأزهر يعتمد على الحلقات، فلكل شيخ في علم من العلوم حلقة يجتمع فيها طلاب هذا العلم، وفق المستوى الذي يدرسه، ويستمر شيخ الحلقة يدرس هذا العلم حتى نهايته، بتقرير كتاب معين، أو بإملاء أمالي تناسب مستوى الطلبة.
٩- وقد يكتب الشيخ للطالب الذي رآه قد استوعب ما تلقاه من العلم فهمًا وحفظًا "إجازة" بذلك العلم، ضمن حدود الكتاب الذي تلقاه عن الشيخ، أو ضمن حدود الأمالي التي أملاها.
وبهذه "الإجازة" يكون الطالب أهلًا لتدريس العلم الذي تلقاه عن شيخه.
أما الإجازة العامة فقد كان يعقد في إيوان الأزهر للمرشح لها من الذين تلقوا مختلف العلوم التي كانت تدرس في حلقات الأزهر، مجلس من كبار شيوخ الأزهر وعلمائه، ويحضره من الطلبة من شاء، ويمتحن الطالب المرشح امتحانًا شفهيًّا من قبل مجلس كبار الشيوخ أساطين العلم في الأزهر، وقد توجه له الأسئلة من كبار الطلبة ومتقدميهم، ويستمر مجلس الامتحان ساعات طويلات منهكات، ومن المعتاد أن لا يجتاز هذا الامتحان بنجاح إلا عالم متمكن من كل العلوم التي كانت تقرر في الأزهر، ومستحضر لمعظم مسائلها، وقادر على حل معضلات المسائل.