المرابطين للدفاع الحربي. وتتألف أيضًا من طبقات عليا تعلو جوانبه، وينتهي بجامع كبير وصومعة مستديرة للأذان.
وهو أيضًا بمثابة مستشفى للمرضى الذين يعالجهم المرابطون والمرابطات، وقد ينزل فيه المسافرون.
وهو أيضًا بمثابة مدرسة، يقيم فيه المرابطون المعلمون احتسابًا، وابتغاء لمرضاة الله.
وهو أيضًا دار لاستنساخ المصاحف، ومجامع الحديث، وكتب الفقه، وكان بعض المؤلفين يحسبون تصانيفهم بخطوط أيديهم وقفًا على الأربطة، لتكون النسخة الأم التي يرجع إلى نصها الصحيح، وتقابل عليها النصوص المستنسخة.
وكان بعض المرابطين يتولون نسخها وتوزيعها على طلبة العلم لوجه الله تعالى، واحتسابًا للثواب عنده.
وكان يعلم بالرباط تفسير القرآن، والحديث الشريف وشرحه، وكتب الفقه، وشعر المواعظ والرقائق.
وكان من أشهر مدرسي "رباط المنستير" الفقيه الجليل صاحب المدونة "سحنون بن سعيد التنوخي" الذي كان يقرئ الفقه في رمضان من كل سنة.
وكان منهم أيضًا "أحمد بن الجزار القيرواني" الذي كان يقرئ الطب، ويعالج المرضى في أشهر معلومة من السنة.
الرحلات في طلب العلم:
١٠- ومنذ بدء القرن الثالث الهجري ظهرت في بلاد المغرب ظاهرة الرحلات في طلب العلم.
فكان عشاق العلم يرحلون لطلبه من الأندلس وبلدان المغرب إلى القيروان، التي كانت تعج بالعلماء من مختلف الاختصاصات العلمية المعروفة في زمانهم.