وبعناية الأغالبة صار "جامع القيروان" كعبة العلم بالديار المغربية، والأندلسية، وصقلية، وسردانية، ومالطة، وقوصرة
العهد الفاطمي:
٢٨- نشر العبيديون الذين سموا أنفسهم "فاطميين" دعوتهم في المغرب قبل أن يؤسسوا دولتهم، ثم تغلبوا على الأغالبة بتونس، وعلى الرستميين بالجزائر، وعلى الأدارسة بالمغرب الأقصى، وأقاموا دولتهم.
وأكثروا من فتح المدارس التي رتبوا فيها الدعوة لمذهبهم الباطني ترتيبًا منسقًا، وجعلوا على رأسها "النعسان المغربي" الذي كان على مذهبهم.
وفي هذا العهد نشط اتباع المذهب المالكي في عقد حلقات الدروس بالجوامع والمساجد والأربعة، للوقوف في وجه تيار الفكر الفاطمي الباطني.
وفي هذا العهد زادت حركة البربر في إحياء جوامع الإباضية بالجبال والصحاري.
وفيه ضاعف أهل صقلية جهودهم في تدعيم ونشر المذهب الحنفي وتكثير أتباعه.
ثم انتقل الفاطميون إلى مصر، وحلت محلهم في المغرب دول ذوات أعراق بربرية، مع نزعة غربية.
ولم يظفر الفاطميون بنشر مذهبهم الباطني في بلاد المغرب.
عهد دولة المرابطين:
٢٩- قامت دولة المرابطين بعد انتقال الفاطميين إلى مصر، فاهتم المرابطيون بالتعليم القائم على الدعاية إلى الإسلام، ونشره بصورة مبسطة، ولا تعقيد فيها ولا فلسفة، وعلى مقاومة البدع، وتنقية العقيدة مما دخل عليها من شوائب.
ورأت دولة المرابطين أن جامعة القرويين مائلة إلى الانحطاط، فأسسوا جامعة جديدة في مراكش.