أما العلوم الأخرى كالطب والرياضيات والكيمياء والفلك والفلسفة والطبيعيات، فقد كانت موجودة، ولكن عمل المسلمون على الاستفادة منها، وعلى دفعها شطر التقدم الارتقائي، مع الاهتمام بتنقيتها من الأخطار والأغاليط والأوهام، ولا سيما ما يخالف منها الحقائق الدينية.
وهذا شأن المسلمين في كل بلدان الفتح الإسلامي.
٢- في سنة "٨٩هـ" فتح القائد الشاب "محمد بن القاسم الثقفي" ابن أخي "الحجاج" الذي اختاره أميرًا لبدء الفتح في "السند" مدينة "ديبل" وأول ما فعله "محمد بن القاسم" بناء مجسد جامع في المدينة، لأداء الصلوات المفروضة، ولنشر العلم، وقيام العلماء بالتعليم.
وكان كلما فتح مدينة في بلاد "السند" و"الملتان" أنشأ فيها مسجدًا جامعًا للقيام بالوظيفتين الآنفتي الذكر.
٣- وظلت الجوامع في العصر الأموي وفي عصور المسلمين التاليات هي المراكز الأولى لبث ضياء العلم، وأنوار الهداية.
وكان الأئمة والعلماء فيها يشرفون على أداء الشعائر الدينية فيها، ويقومون بتدريس أولاد المسلمين، ونشر العلوم الإسلامية بين أهالي البلاد، مع الدعوة إلى الإسلام وتعليم اللغة العربية.
٤- وفي سنة "٩٣هـ" عين الأمير الشاب "محمد بن القاسم الثقفي" العالم الفقيه "موسى بن يعقوب الثقفي" قاضيًا على مدينة "الور" التي كانت عاصمة لبلاد "السند" قبل الفتح الإسلامي.
٥- ومع توالي السنين وتزايد الفتوح الإسلامية، وامتلاك المسلمين القيادة الإدارية في شبه القارة الهندية، كانت الحركة العلمية والتعليمية تزداد، وكانت مراكزها الجوامع، والحلقات التي يعقدها العلماء فيها، أو في دورهم، أو في دور أهل اليسار والغنى والأعيان ذوي الحرص على ابتغاء مرضاة الله من المسلمين.