حتى صار بلاطه مقصودًا من مختلف الأقاليم الإسلامية، وكان من بين الذين وفدوا إليه:"أبو الريحان محمد بن أحمد الخوارزمي البيروني" العلامة الرياضي، والفلكي الفيلسوف، والعالم بلغات الهند وثقافاتها، "العتبي الوزير" و"أبو الفضل محمد بن حسي البيهقي" صاحب تاريخ سلاطين غزنة الذي يقع في ثلاثين مجلدًا، فُقِدَ أكثرها، وهو المعروف بتاريخ البيهقي، و"أبو نصر محمد الفارابي" الفيلسوف الذي لقب بالمعلم الثاني، بعد الفيلسوف اليوناني الملقب بالمعلم الأول.
- والسلطان "مسعود بن محمود الغزنوي" الذي تولى السلطنة خلفًا عن أبيه من سنة "٤٢١هـ" إلى سنة "٤٣٣هـ" قد كان شغوفًا بالعلم والعلماء، وبإنشاء مؤسسات التعليم، فأنشأ في بلاده كثيرًا من المساجد والمدارس والرباطات لنشر علم القرآن والسنة، والثقافة الإسلامية، وسائر العلوم الكونية المعروفة في زمانه.
١٠- وفي أواخر القرن السادس الهجري سقطت دولة الغزنويين، وجاءت بعدها دولة الغوريين، وهم من أمراء الغور الأفغان، وزعيمهم "محمد الغوري".
- وقد اضطر السلطان "محمد الغوري" أن يواجه قتالًا عنيفًا يدفع به شر الأمراء الراجبونيين الهندوس في الهند، الذين تجمعوا وحشدوا جيوشهم لإسقاط دولة المسلمين في شبه القارة الهندية.
وفي المواجهة الأولى اضطر المسلمون بقيادة "محمد الغوري" إلى التراجع طلبًا للسلامة.
ثم حشد جيشًا أكبر من فرسان المسلمين الأفغانيين والأتراك قوامه مائة وعشرون ألفًا، وكان على هذا الجيش أن يواجه ثلاثمائة ألف من فرسان الهنادكة، ومعهم ثلاثة آلاف من فيلة الحرب.
وأعد السلطان خطة حربية بارعة تعتمد على الكر والفر، مع تجزئة الكارِّين والفارين إلى وحدات من عدة جهات، وبهذه الخطة أرهق السلطان قوى الهنادكة إرهاقًا شديدًا، وشتت بها جموعهم، ثم كان الانتصار العظيم للمسلمين، وبهذه الموقعة انتهى سلطان الأمراء الهنادكة في شمال الهند.