-وحين استقر السلطان "محمد الغوري" أنشأ المساجد والمدارس، على غرار الطريقة المعروفة في مختلف البلدان التي تخضع لسلطان المسلمين؛ إذ كانوا يوجهون اهتمامهم الأكبر للعلم والتعليم ونشر تعليمات الإسلام، ودعوة الناس إلى الدخول في دين الله الحق.
- واستطاع السلطان "محمد الغوري" بجهاده وحكمته وقوة عزيمته أن يثبت أقدام المسلمين في شمال الهند كله، واستطاع أن يقيم للمسلمين حكمًا عادلًا ذا قاعدة إسلامية، وأن يوطد دعائم هذا الحكم، ويثبت أركانه وبنيانه.
- وعلى أيدي رجال السلطان "محمد الغوري" بدأ الحكم الحقيقي للمسلمين في الهند؛ إذ تحول الفاتحون إلى الاستقرار والإقامة الدائمة في البلاد التي فتحوها، وأخذ الإسلام ينتشر بين شعوب شبه القارة الهندية.
وكان سلطان "محمد الغوري" قد امتد من "البنغال" شرقًا، إلى آخر حدود البنجاب غربًا.
وأذن الله جل جلاله أن يقع هذا المجاهد البطل الحكيم صريعًا شهيدًا؛ إذ اغتاله أحد الهنادكة عند نهر "جهلم" وهو في طريقه من "لاهور" إلى "غزنة" في شهر شعبان سنة "٦٠٢هـ".
- وخلفه في الحكم مماليكه الذين جعلهم قواد جيشه وخاصته، وفي مقدمتهم "قطب الدين أيبك" الذي نصب نفسه سلطانًا على الهندستان سنة "٦٠٢هـ" عقب وفاة مولاه السلطان "محمد الغوري" وكان هذا مملوكًا لقاضي "نيسابور" وقد تعلم مع أولاده علوم القرآن الكريم والسنة المطهرة، ونبغ في ركوب الخيل والفروسية، واشتهر بالشجاعة والمروءة والوفاء، ثم بيع هذا المملوك إلى أحد التجار بعد وفاة سيده القاضي، فعرضه التاجر على السلطان "محمد الغوري" فاشتراه. وأعجب به السلطان حتى جعله من مقدمي قواده، وكان وفيًّا للسلطان في أشد أزماته، فكافأه السلطان بتثبيته نائبًا له على سلطانه في شبه القارة الهندية.
١١- وبحكم "قطب الدين أيبك" بدأ عهد المماليك، واشتهر "قطب