الدين" بإقرار الأمن في جميع البلاد، وبحسن سياسته، وحرصه على إقامة العدل بين الناس.
- واهتمامًا منه بتأسيس مراكز نشر الإسلام وعلومه بنى مسجدين جامعين كبيرين، أحدهما في مدينة "دهلي" والآخر في مدينة "آجمير".
ولكن لم يطل عهد سلطانه؛ إذ سقط عن جواده سنة "٦٠٧هـ" فوافته منيته.
١٢- فخلفه أحد قواده "شمس الدين التمش" وكان من مماليكه وأصهاره.
- واستقل قائده "قباحة" بـ"الملتان" و"السند" وتولى "الخلجيون" الأمر في "بهار" و"البنغال" وكانوا من رجال السلطان "محمد الغوري".
١٣- ثم تولى سلطنة الهند "فيروز تغلق" من سنة "٧٥٢هـ" إلى سنة "٧٩٠هـ".
وكان هذا السلطان عادلًا رحيمًا شغوفًا بالإصلاح الحضاري، وإعمار المنشآت الحضارية، كالمستشفيات، ودور العلم، وتيسير سبيل قدوم علماء المسلمين إلى بلاده للتعليم، وكان من بينهم "جلال الدين الرومي".
- وقد أقام هذا السلطان الحكيم العادل ثلاثين مدرسة جامعة، لدراسة العلوم الإسلامية والكونية، بغية نشر العلم وتخريج العلماء، والدعوة إلى الإسلام.
وبلغت منشآت هذا السلطان الحضارية قرابة "٩٠٠" ما بين مدارس ومستشفيات، ورباطات، وقصور، وحمامات.
وأنشأ ثلاث مدن كبيرة بالقرب من "دهلي" وهي: مدينة "فيروز آباد" ومدينة "فتح آباد" ومدينة "جونبور". اعتنى بإنشاء الحدائق الكثيرة التي بلغت قرابة ألف حديقة.
١٤- وأذكر أخيرًا أن الرحالة "ابن بطوطة" ذكر عن الهند أنه وجد بمدينة "هناور" ثلاثة عشرة مدرسة للبنات، وثلاثًا وعشرين مدرسة للصبيان.