للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"من العوامل التي جعلت العرب قومًا لا يقهرون، شجاعتهم، وإقدامهم، وحشدهم لقواتهم.

على أن هناك عوامل أخرى شاركت في نجاح زحفهم غير العادي الذي كان عبارة عن نجاح تلو نجاح، فقد كان العرب يندفعون نحو القتال تحركهم أقوى دوافع الحرب: الإيمان والعقيدة.

لقد كانوا يؤمنون إيمانًا راسخًا بالدعوة الإسلامية ويتحمسون لها، ويغارون عليها، وقد أدى هذا إلى اعتناقهم مبدأ صلبًا هو: الجهاد في سبيل الله.

لقد وصلت الفتوحات الإسلامية مدى لم تصله في أي عهد سابق، وليس ذلك لأنهم كانوا أكثر عددًا، بل لأنهم كانوا يستقبلون في كل مكان يصلون إليه كمحررين للشعوب من العبودية، وذلك لما اتسموا به من تسامح وإنسانية وحضارة، فزاد إيمان الشعوب بهم، علاوة على تميزيهم في الوقت نفسه بالصلابة والشجاعة في القتال".

أقول: وقد أضاف المسلمون إلى ما ذكره "مونتغمري" أنهم كانوا يتخذون كل الوسائل السببية، التي تضمد لأسباب الأعداء، وتتفوق عليها، وأنهم كانوا يحرصون على الموت شهداء في سبيل الله، كما يحرص أعداؤهم على الحياة؛ لأنهم كانوا يؤمنون بجنات النعيم، وأن الشهداء الصادقين يكونون أحياء عند ربهم يرزقون.

- ووصف القائد البيزنطي "نيقفورس" المسلمين في القتال بقوله:

"عندما يتوقعون النصر، فهم قوم غاية في الجسارة، يصمدون بثبات في صفوفهم، ويقاتلون بإصرار في وجه أعنف الهجمات، وحينما يلاحظون أن وحشية عدوهم بدأت تتراخى، يحشدون قواتهم ويهجمون باستماتة"١.

إن ارتباط عسكرية المسلمين بالدين قد جعلها تتميز على غيرها بمزايا متعددة، منها ما يلي:


١ المصدر السابق.

<<  <   >  >>