للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- وجاء فيه أيضًا ما خلاصته:

أن "قسطنطين" الأفريقي الأصل، الذي عاش في القرن الحادي عشر الميلادي، وعمل بالتجارة، وتاجر بالعقاقير والأدوية، واحتك بالطب العربي احتكاكًا مباشرًا، والتقى في "بغداد" وفي "حلب" وفي "أنطاكية" بابن بطلان. وكان يحمل العقاقير والأدوية من بلدان المسلمين، ويبيعها للإفرنج في "سالرنو"١ قد وعد أصدقاءه الفرنجة بأن يزودهم في سفراته القادمات بكنوز من الطب العربي، بدلًا من عقاقيره وحدها.

وأنه عاد إلى مصر، ودخل مدارس الطب، ليمضي فيها السنوات الطوال دارسًا، وهو في نضجه الكامل، وبعد سنين طوال عاد إلى "سالرنو" ومعه مجموعة من الكتب المكتوبة باللسان العربي.

وأنه أكب على ترجمة هذه الكتب، إلا أنه كان يقدم مخطوطاته المترجمة إلى لاتينية ركيكة على أنها من تأليفه، وساعده الراهبان "آتو" و"يوحنا" على تنقيحها وإجلاء غوامضها، وصياغتها بأسلوب واضح.

وأن الناس تلقفوا مؤلفاته بإعجاب كبير؛ إذ كانت تنزل كالوحي على أطباء "سالرنو".

وأن شهرته الكبيرة استمرت مدة أربعين سنة، ثم ظهر فجأة أنه كان تاجرًا غشاشًا، عرف كيف يغلف بضاعة قديمة بغلاف جديد بهر الأنظار، وأنه قد كان يترجم كتبًا مكتوبة باللسان العربي وينسبها إلى نفسه. شمس العرب "انظر الصفحات من ٢٩٣-٢٩٧".

٥- وجاء فيه أيضًا قولها:

"لقد انطلق الأوروبيون إلى مدن إسبانية، وخلجان إيطالية، بل إلى مدن المشرق؛ سعيًا وراء المعارف العربية.

فاهتمام "فريدريك الأول" بعلم النجوم العربي، هو الذي حدا به إلى انتزاع


١ سالرنو: مدينة في وسط إيطاليا على البحر التيراني، قرب مدينة نابلي.

<<  <   >  >>