أثناء حصار "يوليوس قيصر" ولكن "كليوباطرة" عوضت هذه الخسائر من مكتبة "برجامون pergamon" وفي القرن الثالث الميلادي بدأت تبرز التخريبات المبيتة ضدها. فأغلق أحد البطاركة المسيحيين مدرسة متحف الإسكندرية، وطرد طلابها.
وفي أيام حكم القيصر "فالنس ٣٣٦م valens" حول المتحف إلى كنيسة، وسلبت مكتبته، وطورد فلاسفته بتهمة السحر والشعوذة.
وفي عام "٣٨١م" استصدر البطريرك "تيوفيلس theophilos" من القيصر "تيودوسيوس theodosius" إذنًا بتخريب السرابيون، أكبر ما تبقى من الأكاديميات وآخرها، وإشعال النيران في مكتبته الثمينة.
وبهذه الطريقة فقدت البشرية جزءًا هامًّا من ثقافتها لا يمكن تعويضه".
وقالت أيضًا:
"وهكذا اختفت مراكز الحضارة الإغريقية واحدًا إثر واحد. وأُقفلت آخر مدرسة للفلسفة في آثنية عام "٥٢٩م" وأحرقت في رومة عام "٦٠٠م" مكتبة البلاتين، وهدم ما تبقى من آثار أبنية القدماء.
وعندما دخل العرب "أي: المسلمون" الإسكندرية عام "٦٤٢م" مكتبة البلاتين، وهدم ما تبقى من آثار أبنية القدماء.
وعندما دخل العرب "أي: المسلمون" الإسكندرية عام "٦٤٢م" لم يكن هناك منذ زمن طويل مكتبات عامة كبيرة.
وأما ما اتهم به قائدها "عمرو بن العاص" من إحراقه لمكتبة الإسكندرية، والذي يعبر به حتى اليوم عن صورة مفزعة للبربرية والوحشية، فقد ثبت في أكثر من مناسبة، وبعد أبحاث مستفيضة أنه مجرد اختلاق لا أساس له من الصحة.
إن "عمرو بن العاص" فاتح الإسكندرية، هو نفسه "عمرو" الذي ضرب المثل بتسامحه طوال فتوحاته، وحرم النهب والسلب والتخريب على جنوده، وعمل ما كان غريبًا عن فهم الشرقيين القدماء والمسيحيين على السواء.
لقد ضمن صراحة للمغلوبين حرية ممارسة شعائرهم الدينية المتوارة". ا. هـ. شمس العرب "ص٣٦٢-٣٦٣".