الشعوب من سماحتهم، حتى إن الملك الفارس "كيروس. KYROS" نفسه قال: "إن هؤلاء المنتصرين لا يأتون كمخربين" فما يدعيه بعضهم من اتهامهم بالتعصب والوحشية، إن هو إلا مجرد أسطورة من نسج الخيال تكذبها آلاف من الأدلة القاطعة عن تسامحهم وإنسانيتهم في معاملاته مع الشعوب المغلوبة". ا. هـ.
أقول: أليس هذا من مظاهر الارتقاء الحضاري لدى المسلمين، مع أنهم هم المنتصرون الفاتحون، وأصحاب السيادة والسلطان؟!
وتتبع المستشرقة "زيغريد" بيانها هذا بقولها:
"والتاريخ لا يقدم لنا في صفحاته الطوال إلا عددًا ضئيلًا من الشعوب التي عاملت خصومها والمخالفين لها في العقيدة بمثل ما فعل العرب "أي: المسلمون".
وكان لمسلكهم هذا أطيب الأثر، مما أتاح لحضارتهم أن تتغلغل بين تلك الشعوب بنجاح لم تحظ به الحضارة الإغريقية ببريقها الزائف، ولا الحضارة الرومانية بعنفها في فرض إراداتها بالقوة". ا. هـ. شمس العرب "ص٣٥٧-٣٥٨".
٣- وجاء فيه عقب بيانها الموسع عن اتجاه الإمبراطورية الرومانية لمحاربة البحث العلمي في الظواهر الطبيعية لاكتشاف قوانين الكون وسننه، وأن من الضلال البحث عن الحقيقة في غير الكتاب المقدس، والتفكير والتمحيص في أمور دنيوية، قولها:
"وكان أكبر دليل مؤلم على هذا التفكير الغريب أعمدة الدخان، وألسنة اللهب التي اندلعت فوق الإسكندرية، كنز المعرفة الإغريقية على مر العصور، والتي أصبحت حينذاك مركزًا للكنيسة المسيحية إلى جانب رومة.
احمرت بنيراها فوق دلتا النيل، وأحرقت نفائس ثمينة لا تُعَوَّض، من الشعر، والأدب، والفلسفة، والتاريخ، والعلم، والثقافة الإغريقية.
أحرقتها وأبادتها جموع من المسيحيين المتعصبين.
لقد ذهب جزء هام من المكتبة قبل ذلك، عام "٤٨ق. م" طعمة للنيران