للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمروهم بأن يكتف بعضهم بعضًا، فأطاعوا من شدة الخوف، ثم أضجعوهم واستأصلوهم قتلًا، وكان عدد القتلى نحو سبعين ألفًا.

٢- وقدم المغول إلى مدينة "مرو" إذ كانت عاصمة إقليمها، وكان أهلها يمتازون بالثراء وسعة العيش؛ إذ كانت مقر سلاطين السلاجفة، وكانت تزخر بالمكتبات والمدارس، وكان فيها عدد وفير من العلماء والأدباء.

ورأى العسكر في "رمو" أن لا طاقة لهم بمقاومة المغول، فطلبوا التسليم، على أن يؤمنهم القائد المغولي "تولوي" على حياتهم، فوافق على ذلك، ثم نقض عهده، ودخل جنوده المدينة، وقتلوا جميع من فيها من السكان، إلا "٤٠٠" شخص من أرباب الحرف والصنائع، فقد استبقوهم ليستفيدوا منهم في الأعمال وصناعة الأدوات الحربية.

ثم هدم المغول المدينة عن آخرها.

كذلك فعلوا من مدينة "نيسابور" حتى قتلوا كل ذي حياة فيها، وإمعانًا في الجبروت أخذوا يقطعون رءوس القتلى ويبنون منها أهرامات عاليات، بعضها للرجال، وبعضها للنساء، وبعضها للأطفال.

وكذلك فعلوا في مدن إقليم "غزنة".

٣- وكانت بغداد مركزًا عظيمًا للعلوم والآداب والفنون، بالإضافة إلى مركزها السياسي في العالم الإسلامي؛ إذ كانت مقر الخلافة العباسية، وكانت غنية بعلمائها وأدبائها وفلاسفتها.

فلما حلت النكبة فيها على أيدي المغول، قتل فيها الآلاف من العلماء والشعراء، وأحرقت فيها المكتبات، وخربت فيها المدارس والمعاهد، وقُضي فيها على معظم الآثار الإسلامية، وبلغ تقدير عدد القتلى من المسلمين فيها قرابة ثمانمائة ألف قتيل.

وقد كان سقوط بغداد وتدميرها بعد سقوط بخارى ونيسابور والري وغيرها، وتدمير هذه المدن من مدن العلم والأدب والمنجزات الحضارية، جناية عظمى على الحضارة الإنسانية عامة.

<<  <   >  >>