أغذية طيبة نافعة، وكان ذلك بسبب سوء استعمالها، وفي الحديث الشريف:"رب أكله منعت أكلات".
ويقاس على ذلك الطائرات والصواريخ والقنابل الذرية والهيدروجينية والمواد الكيماوية، والعقاقير الطبية، والأجهزة المصورة، والأجهزة الناقلة للصوت والصورة، وغيرها مما يفوق الحصر، حتى الخمر التي حرم الله شربها لما فيها من مضار صحية وفكرية ونفسية واجتماعية ودينية باستطاعة الإنسان أن يحسن استعمالها في غير الشرب، لقتل الجراثيم الضارة، وتعقيم الجروح، وتخليل المواد الكيميائية، ونحو ذلك.
والأدلة على هذه الفلسفة الإسلامية كثيرة في القرآن والسنة.
فمن الأدلة القرآنية قول الله تعالى في سورة "البقرة: ٢ مصحف/ ٨٧ نزول":
وكونه جل وعلا خلق لنا ما في الأرض جميعًا وسخر لنا ما في السماوات وما في الأرض يدل على أن كل شيء في الكون يملك الإنسان التصرف فيه موضوع تحت يده ليحسن الانتفاع منه، ولكنه جل وعلا ضم إلى هذا النص نصوصًا أخرى توضح للناس طرق الخير وطرق الشر، وتبين أنه ما من شيء في الوجود إلا يمكن استعماله في طريق الخير واستعماله في طريق الشر، وأن كل شيء في الوجود له عدة وجوه يمكن استعماله في أي منها، وبعض هذه الوجوه وجوه خير وبعضها وجوه شر، ومعنى ابتلاء الإنسان في هذه الحياة هو اختباره أمام هذه الوجوه المختلفة، التي يمكن أن يستعمل فيها ما سلط يده عليه، والإنسان الشرير يمكن أن يقتل أخاه بمصحف ثقيل عنده، مع أن فيه كلام الله وآياته، أو أن يخنقه بثوب الكعبة، أو أن يدسه حيًّا تحت مقام إبراهيم، أما