للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي هذه الآية أيضًا بيان من الله تعالى أن من سنته في الحياة الدنيا أن يجازي بالثواب الدنيوي المؤمنين المتقين، وذلك بأن يفتح عليهم البركات من السماء والأرض وأن يجازي بالعقاب المكذبين، وذلك بأن يأخذهم بالعذاب بما كانوا يكسبون.

ج- وقال الله تعالى في شأن سيدنا نوح عليه السلام في سورة "القمر: ٥٤ مصحف/ ٣٧ نزول":

{وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ، تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} .

ففي هذه الآية بيان من الله العظيم أن تأييد الله لرسوله نوح عليه السلام بحمله في السفينة بعد أن كفر به قومه وكذبوه، وإنقاذه مع من آمن به محفوظًا بعناية الله ورعايته، قد كان من الجزاء الدنيوي له، على ما كان من أذى قومه له بالكفر والتكذيب وصبره الطويل.

د- وقال الله تعالى: مبينًا معجل العقاب للمسيئين في سورة "الزمر: ٣٩ مصحف/ ٥٩ نزول":

{فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} .

هـ- وقال الله تعالى في سورة "طه: ٢٠ مصحف/ ٤٥ نزول":

{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} .

فالمعيشة الضنك في الدنيا تكون جزاء لمن أعرض عن ذكر الله وعظات كتابه بعد معرفته لها، وتبصره بحقيقتها الناصعة.

و وقال الله تعالى في سورة "الرعد: ١٣ مصحف/ ٩٦ نزول":

{لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ} .

وهكذا يتبين لنا من ألوان النعم والمصائب الدنيوية ما يقضي به الله

<<  <   >  >>