للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والزوج والولد، ومنها التوفيق الذي يدلل الصعاب، ويرافق الأعمال إلى غير ذلك مما لا يحصي.

والمعجل من الجزاء بالعقاب في الدنيا أنواع كثيرة أيضًا مادية ومعنوية، مشتملة على صنوف المذلة والخزي، والعيش الضنك، يجزي الله بها المسيئين، ومنها الفضل والخذلان، ومنها الشعور بالشقاء والقلق، ومنها الألم وضيق الصدر وتبلبل الفكر، واضطراب النفس، ومنها محق البركة والخير من الوقت والمال والزوج والولد، ومنها المصائب والبلايا الكثيرة في النفس والمال والأهل، ومنها مجانبة التوفيق في الأمور، ومنها الإذلال والإهانة، ومنها العذاب الماحق الذي ينزله الله على أهل الكفر والعناد، ومنها تنفيذ العقوبات المقررة في الشريعة الإسلامية على بعض الكبائر، إلى غير ذلك مما لا يحصى.

فمن سنن الله الدائمة تحقيق معجل الجزاء بقسميه الثواب والعقاب، وشواهد ذلك كثير في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، والأحداث التاريخية اليقينية، والوقائع المستمرة، وفيما يلي طائفة من النصوص القرآنية الدالة على ذلك.

أ- قال الله تعالى معلنًا عن معجل الثواب للمحسنين في سورة "النحل: ١٦ مصحف/ ٧٠ نزول":

{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ} .

فقد قرر الله في هذه الآية أن للذين أحسنوا ثوابًا معجلًا ينالونه في هذه الحياة الدنيا، إلا أن ما ادخره الله لهم إلى الدار الآخرة خير وأفضل.

ب- وقال الله تعالى مبينًا كلا من معجل الثواب والعقاب في سورة "الأعراف: ٧ مصحف/ ٣٩ نزول":

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} .

<<  <   >  >>