٢ فإن قيل: كيف يعطي الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قميصه ليكفن فيه رئيس المنافقين وكيف صلى عليه واستغفر له وهو يعلم أنّه منافق؟ والجواب: أما اعطاؤه ثوبه ليكفن فيه فقد سبق أن أعطى عبد الله بن أبي ثوباً للعباس عم الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحفظ له هذه اليد فأعطاه ثوبه وأما الصلاة عليه فقد كانت قبل نهي الله تعالى عنها، وأما الاستغفار فقد خير فيه بقوله {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم} فرأى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في استغفاره استئلافا للقلوب ففعل. ٣ في الآية دليل على فرضية الصلاة على أموات المسلمين، ولا خلاف في هذا بين أهل العلم، وفي الآية إحدى موافقات عمر رضي الله عنه إذ أنزل الله تعالى هذا الحكم وهر ترك الصلاة على المنافقين بعد أن قال عمر: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين، فالصلاة هنا هي الدعاء والاستغفار فلما صلى عليه نزلت الآية {ولا تصل على أحد..} الخ فترك الصلاة على المنافقين. ٤ صلاة الجنازة هي: أن يكبر ثم يقرأ الفاتحة ثم يكبر ويصلي على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم يكبر ويدعو للميت، ثم يكبر الرابعة ويسلم لفعل الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا وقوله: " إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء" رواه أبو داود، ويستحب أن يقف الإمام عند رأس الرجل، وعجيزة المرأة، لورود الحديث بذلك في مسلم وأبي داود.