للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وست سنين والتحدي قائم ولم يأتوا بسورة مثل سور القرآن، لقوله تعالى: {وَلَنْ تَفْعَلُوا} .

٣- النار تتقى بالإيمان والعمل الصالح، وفي الحديث الصحيح: "اتقوا النار ولو بشق تمرة" ١.

{وَبَشِّرِ٢ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢٥) }

شرح الكلمات:

{وَبَشِّرِ ٣} : التبشير: الإخبار السار، وذلك يكون بالمحبوب للنفس.

{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} : تجري الأنهار من خلال أشجارها وقصورها والأنهار هي: أنهار الماء وأنهار اللبن وأنهار الخمر وأنهار العسل٤.

{وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً} : أعطوا الثمار وقُدم لهم يشبه بعضه بعضاً في اللون مختلف في الطعم.

{مُطَهَّرَةٌ} : من دم الحيض٥ والنفاس وسائر المعائب والنقائص.

{خَالِدُونَ} : باقون فيها لا يخرجون منها أبداً.

المناسبة والمعنى:

لما ذكر تعالى النار وأهلها ناسب أن يذكر الجنة وأهلها ليتم الترهيب والترغيب وهما أداة الهداية والإصلاح.

في هذه الآية الكريمة أمر الله تعالى رسوله أن يبشر المؤمنين المستقيمين بما رزقهم من جنات تجري من تحتها الأنهار٦ لهم فيها أزواج مطهرات نقيات من كل أذى وقذر وهم فيها


١ رواه البخاري.
٢ هذا من باب ذكر الترغيب بعد الترهيب وعطفه عليه، فقد أنذر الكافرين وواعد المؤمنين ليكون ذلك مثبطاً عن الأعمال الفاسدة منشطاً على الأعمال الصالحة.
٣ ويطلق لفظ التبشير على الخبر المحزن غير السار تهكماً بصاحبه نحو قوله تعالى: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} .
٤ المذكورة في آية سورة القتال.
٥ وكذا البول والغائط.
٦ أي من تحت أشجارها، وإن لم يجر للأشجار ذكر؛ لأن الجنات دالة عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>