للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَيُنْشِىءُ السَّحَابَ الثِّقَالَ (١٢) وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (١٣)

شرح الكلمات:

وسارب بالنهار: أي ظاهر في سربه أي طريقه.

له معقبات: أي ملائكة تتعقبه بالليل والنهار.

من أمر الله: أي بأمر الله تعالى وعن إذنه وأمره.

لا يغير ما بقوم: أي من عافية ونعمة إلى بلاء وعذاب.

ما بأنفسهم: من طهر وصفاء بالإيمان والطاعات إلى الذنوب والآثام.

وما لهم من دونه من وال: أي وليس لهم من دون الله من يلبي أمرهم فيدفع عنهم العذاب.

من خيفته: أي من الخوف منه وهيبته وجلاله.

وهو شديد المحال: أي القوة والمماحلة.

معنى الآيات:

ما زال السياق في ذكر جلال الله وعظيم قدرته وسعة علمه، قال تعالى في هذه الآية: {سواء منكم١ من أسر القول ومن جهر به} فالله يعلم السر والجهر وأخفى {ومن هو مستخف بالليل} يمشى في ظلامه ومن هو {سارب بالنهار} أي يمشي في سربه٢ وطر يقه مكشوفاً معلوماً لله تعالى، وقوله تعالى: {له معقبات٣ من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من


١ هذه الآية كالنتيجة لما تقدم من الدلائل على علم الله وقدرته وحكمته الموجبة لألوهيته وفيها تعريض بالمشركين المتآمرين على قتل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو أذيته، وسواء: بمعنى مستو، وهو اسم يكون بين شيئين كالسر هنا والجهر أي: مستوى عنده السر والجهر.
٢ السَّرب: بفتح السين وسكون الراء: الطريق، والسارب: اسم فاعل من سرب إذا ذهب.
٣ جمع معقبة وهو مأخوذ من العقب الذي هو مؤخر الرجل فكل من اتبع آخر فقد تعقبه فهو متعقِّب له، وعقبه يعقبه فهو عاقب له: إذا جاء بعده، والمعقبات هنا: الملائكة لحديت "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار" إذا صعدت ملائكة النهار أعقبتها ملائكة الليل وهكذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>