أنا حلمنا ذريتهم: أي ذريات قوم نوح الذين أهلكناهم بالطوفان: نجينا ذريتهم لأنهم مؤمنون موحدون وأغرقنا آباءهم لأنهم مشركون.
في الفلك المشحون: أي في سفينة نوح المملوءة بالأزواج من كل صنف.
وخلقنا لهم من مثله: أي من مثل فلك نوح ما يركبون.
فلا صريخ لهم: أي مغيث ينجيهم فيكف صراخهم.
ومتاعاً إلى حين: أي وتمتيعاً لهم بالطعام والشراب إلى نهاية آجالهم.
اتقوا ما بين أيديكم: أي من عذاب الدنيا أي بالإيمان والاستقامة.
وما خلفكم: من عذاب الآخرة إذا أصررتم على الكفر والتكذيب.
وما تأتيهم من آية: أي وما تأتيهم من آية أو من حجة من حجج القرآن وبينّة من بيناته الدالة على توحيد الله وصدق الرسول إلا كانوا عنها معرضين غير ملتفتين إليها ولا مبالين بها.
معنى الآيات:
ما زال السياق في عرض الآيات الكونية للدلالة على البعث والتوحيد والنبوة فقال تعالى {وَآيَةٌ لَهُمْ} أي أخرى غير ما سبق {أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١) } أي حملنا ذرية قوم نوح
١ - قرأ نافع ذرياتهم جمع ذرية وقرأ حفص بالإفراد ذريتهم اسم جمع فهو بمعنى ذرياتهم. لفظ الذرية وإن كان أساساً يطلق على الأولاد فإنه أطلق على الآباء والأجداد إذ الكل هم ذرية لآدم عليه السلام والمشحون الموقر بما حمل فيه من سائر المخلوقات.