للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣- تقرير مبدأ الصدق لدى الرسل عليهم السلام.

٤- ظهور آيتين لموسى العَصَا واليد.

قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (١٠٩) يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (١١٠) قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ (١١١) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (١١٢)

شرح الكلمات

ساحر عليم: أي ذو علم بالسحر خبير به ليس مجرد مدّع.

من أرضكم: أي من بلادكم ليستولى عليها ويحكمكم.

فماذا تأمرون: أي أشيروا بما ترون الصواب في حل هذا المشكل.

أرجه: أي أمهله وأخاه لا تعجل عليهما قبل اتخاذ ما يلزم من الاحتياطات.

في المدائن: مدن المملكة الفرعونية.

حاشرين: رجالاً يجمعون السحرة الخبراء في فن السحر للمناظرة.

معنى الآيات:

ما زال السياق في تفصيل قصص موسى مع فرعون فبعد أن تقدم موسى بما طلب فرعون منه من الآية فأراه آية العصا، واليد، وشاهد الملأ من قوم فرعون الآيتين العظيمتين قالوا {إن هذا لساحر عليم} وذلك لما بهرتهم الآيتان تحول العصا إلى حية عظيمة واليد بيضاء من غير سوء كالبرص بل بياضها عجب١ حتى لكأنها فلقة قمر أي قطعة منه، واتهموا موسى فوراً بالسياسة وأنه يريد بهذا إخراجكم من بلادكم ليستولي عليها هو وقومه من بني إسرائيل، وهنا تكلم فرعون وقال: {فماذا تأمرون٢} أي بم تشيرون عليّ أيها الملأ والحال كما ذكرتم؟ فأجابوه قائلين {أرجه٣ وأخاه} أي أوقفهما عندك {وأرسل في المدائن حاشرين٤}


١ قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان ليد موسى نور ساطع يضيء ما بين السماء والأرض.
٢ يرى بعضهم أنّ المستفهم غير فرعون، الصحيح أنه فرعون لانهزامه معنوياً.
٣ قرأ ورش: {أرجه} بإشباع كسر الهاء، وقرأ الجمهور {أرجه} بإسكان الهاء، وقرأ بضّ بكسر الهاء بدون مدّ.
٤ قيل هي صعيد مصر إذ هو مقرَّ العلماء بالسحر، والمدائن جمع مدينة وتجمع على مدن واصل اشتقاقها من مدن بالمكان إذا أقام به.

<<  <  ج: ص:  >  >>