للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (٨) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُم (٩)

شرح الكلمات:

فإذا لقيتم الذين كفروا: أي إذا كان الأمر كما ذكر فإذا لقيتم الذين كفروا في ساحة المعركة فاضربوا

رقابهم ضرباً شديداً تفصلون فيه الرقاب عن الأبدان.

حتى إذا أثخنتموهم: أي أكثرتم فيه القتل ولم يصبح لهم أمل في الانتصار عليكم.

فشدوا الوثاق: أي فأسروهم بدل قتلهم وشدوا الوثاق أي ما يوثق به الأسير من إسار قدأ كان

أو حبلا حتى لا يتفلتوا ويهربوا.

فإما مناً بعد وإما فداء١: أي بعد أسركم لهم وشد وثاقهم فإما أن تمنوا مناً أي تفكوهم من الأسر مجاناً,

وإما تفادونهم بمال أو أسير مسلم, وهذا بعد نهاية المعركة.

حتى تضع الحرب أوزارها: أي واصلوا القتال والأخذ والأسر إلى أن تضع الحرب أوزارها وهي آلاتها وذلك

عند إسلام الكفار أو دخولهم في عهدكم فهذه غاية انتهاء الحرب حتى لا تكون

فتنة ويكون الدين كله لله.

ذلك: أي الأمر ذلك الذي علمتم من استمرار القتال إلى غاية إسلام الكفار أو دخولهم

في عهدكم وذمتكم.

ولو يشاء الله لانتصر منهم: أي بغير قتال منكم كأن يخسف بهم الأرض أو يصيبهم بوباء ونحوه.

ولكن ليبلوا بعضكم ببعض: ولكن أمركم بالقتال وشرعه لكم لحكمة هي أن يبلوا بعضكم ببعض أي يختبركم

من يقاتل منكم ومن لا يقاتل, والمؤمن يقتل فيدخل الجنة والكافر يقتل فيدخل

النار

والذين قتلوا في سبيل الله٢: أي قتلهم العدو, وقرئ قاتلوا في سبيل الله.


(منا) و (فداءً) : منصوبان على المفعولية المطلقة أي: تمنون مناً وإما تفدون فداء.
٢ قرأ نافع (قاتلوا) بالبناء للفاعل, وقرأ حفص: (قوتلوا) بالبناء للمفعول.

<<  <  ج: ص:  >  >>