٢ فعل الهداية يتعدى بنفسه وبحرف الجر فمن الأول قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} ، ومن الثاني، قوله تعالى: {مِنْ دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ} . ٣ الهداية نوعان: هداية بيان وإرشاد، وهذه تطلب من ذوي العلم، فهم يبينون للسائل طرق الخير ويرشدونه إليها. هداية توفيق إلى اعتقاد الحق ولزمه في الاعتقاد والقول والعمل، وهذه لا تطلب إلا من الله تعالى، ومنها هذه الدعوة: اهدنا الصراط المستقيم، ويشهد للهداية الأولى، وهي هداية البيان قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} . ويشهد للثانية قوله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} . فأثبت لنبيه هداية البيان ونفي عنه هداية التوفيق وهي الهداية القلبية الباطنة. ٤ رواه أصحاب السنن، وصححه الترمذي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه. ٥ ورد هذا البيان في قوله تعالى من سورة النساء {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} .