للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شرح الكلمات:

أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها؟ : أي أشد خلقا.

رفع سمكها: أي غلظها وارتفاعها.

فسواها: أي جعلها مستوية سطحا واحدا ما فيها نتوء ولا انخفاض.

وأغطش ليلها: أي أظلمه جعله مظلما.

وأخرج ضحاها: أي ضوءها ونهارها.

والأرض بعد ذلك دحاها: أي بعد أن خلق الأرض خلق السماء ثم دحا الأرض أي بسطها وأخرج منها ماءها ومرعاها.

والجبال أرساها: أي أثبتها على سطح الأرض لتثبت ولا تميد.

متاعا لكم ولإنعامكم: أي أخرج من الأرض ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم وهي المواشي من الحيوان.

معنى الآيات:

قوله تعالى {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ١ خَلْقاً} الآيات.. سيقت هذه الآيات الكريمة لتقرير عقيدة البعث والجزاء بإيراد أكبر دليل عقلي لا يرده العاقل أبدا وهو أن السماء في خلقها وما خلق الله فيها، أشد خلقا وأقوى وأعظم من خلق الإنسان بعد موته فالبشرية كلها لا ساوي حجمها حجم كوكب واحد من كواكب السماء ولا سلسلة واحدة من سلاسل الجبال في الأرض فضلا عن السماء والأرض. إذاً فالذي قدر على خلق السماء وما فيها والأرض وما فيها قادر قطعا من باب أولى قادر على خلق الإنسان مرة أخرى وقد خلقه أولا فإعادة خلقه بإحيائه بعد موته أيسر وأسهل وأمكن من خلقه أولا على غير مثال سبق، ولا صورة تقدمت، ولكن أكثر الناس لا يعلمون لأنهم لا يفكرون وهذا عرض الآيات قوله تعالى {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقا ً} أيها المنكرون للبعث المكذبون به {أَمِ السَّمَاءُ} ٢ والجواب الذي لاشك فيه هو أن السماء أشد خلقاً من منهم وبيان ذلك فيما يلي:

١- بناها فهي سقف للأرض مرفوعة فوقها مسوَّاة فلا انفطار فيها ولا ارتفاع لبعض وانخفاضا لبعض آخر بل هي كالزجاجة في سمتها واعتدالها في خلقها.


١ الاستفهام تقريري أي إلجاؤهم إلى الإقرار والاعتراف بأن خلق السماء أعظم من خلقهم إذاً كيف ينكرون البعث والحياة الثانية.
٢ المراد بالسماء السماء الدنيا المشاهدة للناس، وإن كان لفظ السماء يطلق إطلاق أسماء الأجناس الدالة على أكثر من واحد والبناء للسماء وهو خلقها في صورة بناء رفيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>