للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شرح الكلمات:

{مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ١} : صفتهم المستحسنة العجيبة.

{سَبِيلِ اللهِ} : كل ما يوصل إلى مرضاة الله تعالى من الإيمان وصالح الأعمال.

{يُضَاعِفُ} : يزيد ويكثر حتى يكون الشيء أضعاف ما كان.

{مَنّاً وَلا أَذىً} : المن٢: ذكر الصدقة وتعدادها على من تصدق بها عليه على الوجه التفضل عليه. والأذى: التطاول على المتصدق عليه وإذلاله بالكلمة النابية أو التي تمس كرامته وتحط من شرفه.

{قَوْلٌ مَعْرُوفٌ} : كلام طيب يقال للسائل المحتاج، نحو: الله يرزقنا وإياكم، الله كريم. الله يفتح علينا وعليك.

{وَمَغْفِرَةٌ} : ستر على الفقير بعدم إظهار فقره، والعفو عن سوء خلقه إن كان كذلك.

{غَنِيٌّ} : غني ذاتي لا يفتقر معه إلى شيء أبداً.

{حَلِيمٌ} : لا يعاجل بالعقوبة بل يعفو ويصفح.

معنى الآيات:

يخبر تعالى مرغباً في الجهاد بالمال لتقدمه على الجهاد بالنفس؛ لأن العدة أولاً والرجال ثانياً، أن مثل ما ينفقه المؤمن في سبيل الله وهو هنا الجهاد، في نماءه وبركته وتضاعفه، كمثل حبة٣ بر بذرت في أرض طيبة فأنبتت سبع٤ سنابل في كل سنبلة مائة حبة فأثمرت الحبة الواحدة سبعمائة حبة، وهكذا الدرهم الواحد ينفقه المؤمن في سبيل الله يضاعف إلى سبعمائة


١ ذكر القرطبي: أنه روي أن هذه الآية: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ} نزلت في شأن عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف، إذ عثمان جهز جيش العسرة في غزوة تبوك، وعبد الرحمن خرج بنصف ماله وهو أربعة آلاف، فدعا له الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت".
٢ المن: من كبائر الذنوب، إذ صاحبه أحد ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم "في صحيح مسلم" والمنان هو الذي لا يعطي شيئاً إلا منة.
٣ الحب: اسم جنس لكل ما يزرعه الإنسان ويقتاته وأكثر ما يراد بالحب: البر، ومنه قول المتلمس:
أليت حب العراق الدهر أطعمه ... والحب يأكله في القرية السوس
والحبة بكسر الحاء: بذور البقول مما ليس بقوت، وفي حديث الشفاعة: "فينبتون كما تنب الحبة في حميل السيل" وحبة القلب سويدائه، والحب معروف ضد الكره.
٤ في الآية: دليل على مشروعية الزراعة، وهي واجب كفائي وورد فيها: "التمسوا الرزق في خبايا الأرض". رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>