للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيّاً وَلا يَرْجِعُونَ (٦٧) وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ (٦٨)

شرح الكلمات:

وامتازوا اليوم أيها المجرمون: أي انفردوا عن المؤمنين وانحازوا على جهة وسيروا أيها الصالحون إلى الجنة.

ألم أعهد إليكم: أي ألم أوصكم بترك عبادة الشيطان وهي طاعته.

وأن اعبدوني: أي وبأن تعبدوني وحدي وذلك في كتبي وعلى ألسنة رسلي.

هذا صراط مستقيم: أي بترك عبادة الشيطان والقيام بطاعة الرحمن. هو الإسلام الموصل إلى دار السلام.

ولقد أضل منكم جبلا كثيراً: أي ولقد أضل الشيطان منكم يا بني آدم خلقاً كثيراً.

أفلم تكونوا تعقلون: أي أطعتموه فلم تكونوا تعقلون عداوته لكم.

هذه جهنم التي كنتم توعدون: أي تقول الملائكة هذه جهنم ... الخ.

اليوم نختم على أفواههم (١) : أي عندما يقولون: والله ربنا ما كنا مشركين.

ولو نشاء لطمسنا على أعينهم: أي ولو أردنا طمس أعين هؤلاء المشركين المجرمين لفعلنا، ولكنا لم نشأ ذلك رحمة منا.

فاستبقوا الصراط: أي فابتدروا الطريق كعادتهم فكيف يبصرون.

ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم: أي بدلنا خلقهم حجارة أو قردة أو خنازير في أمكنتهم التي هم فيها فلا يستطيعون مضياً ولا يرجعون.

ومن نعمره ننكسه في الخلق: أي ومن نطل عمره ننكسه في الخلق فيكون بعد قوته ضعيفاً عاجزاً.

أفلا يعقلون: أي أن القادر على ما ذكرنا لكم قادر على بعثكم بعد موتكم. فتؤمنون وتوحدون فتنجون من العذاب وتسعدون.


١ - روى مسلم عن أنس بن مالك قال: "كنا عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتدرون مما أضحك؟ قلنا الله ورسوله أعلم قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مجادلة العبد ربه يوم القيامة يقول رب ألم تجرني من الظلم؟ فيقول بلى فيقول لا أجير عليّ إلا شاهداً من نفسي فيقول كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً والكرام الكاتبين شهوداً فيختم على فيه ويقال لأركانه انطقي بعمله ثم يخلي بينه وبين الكلام فيقول بعداً لكن وسحقاً فعنكن كنت أناضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>