للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (٤١) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ (٤٢)

شرح الكلمات:

كسراب بقيعة: السراب شعاع أبيض يرى في نصف النهار وكأنه ماء، والقيعة جمع قاع وهو ما انبسط من الأرض.

الظمآن: لعطشان.

بحر لجي: أي ذو لجج واللجة معظم الماء وغزيره كما هي الحال في المحيطات.

يغشاه موج: يعلوه ويغطيه موج آخر.

يسبح له: ينزه ويقدس بألفاظ التسبيح والتقديس كسبحان الله ونحوه والصلاة من التسبيح.

صافات: باسطات أجنحتها.

قد علم صلاته: أي كل من في السموات والأرض قد علم الله صلاته وتسبيحه كما أن كل مسبح ومصل قد علم صلاة وتسبيح نفسه.

معنى الآيات:

قوله تعالى: {والذين كفروا أعمالهم كسراب١} لما بين تعالى حال المؤمنين وأنه تعالى وفاهم أجرهم بأحسن مما كانوا يعملون وزادهم من فضله ذكر هنا حال الكافرين وهو أن أعمالهم في خسرانها وعدم الانتفاع بها كسراب وهو شعاع أبيض يرى في نصف النهار وكأنه ماء {بقيعة} أي بقاع من الأرض وهو الأرض المنبسطة. {يحسبه الظمّآن ماء} أي يظنه العطشان ماء وما هو بماء ولكنه سراب خادع {حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً} لأنه سراب لا غير. فيا للخيبة، خيبة ظمآن يقتله العطش فرأى سراباً فجرى وراءه يظنه ماء فإذا به لم يجد الماء، ووجد الحق تبارك وتعالى فحاسبه على كل أعماله وهي في جملتها أعمال إجرام وشر وفساد فوفاه إياها فخسر خسراناً مبيناً، {والله سريع الحساب} فما هي إلا لحظات والكافر في سواء الجحيم. هذا مَثَلٌ تضمنته الآية الأولى (٣٩) ومثل آخر تضمنته الآية الثانية (٤٠)


١ سمي السراب سراباً: لأنه يسرب كالماء في جريانه، والسراب يلتصق بالأرض، والآل كالسراب إلاّ أنه يكون كالماء ولكنه مرتفع بين السماء ولأرض قال الشاعر:
وكنت كمهريق الذي في سقائه
لرقراق آل فوق رابية صَلدٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>