للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (٣٨)

شرح الكلمات:

ولا تبطلوا أعمالكم: أي بالرياء والشرك والمعاصي.

وصدوا عن سبيل الله: أي عن الإسلام.

فلن يغفر الله لهم: أي لأنهم ماتوا على الكفر والكفر محبط للعمل.

فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم: أي فلا تضعفوا وتدعوا إلى الصلح مع الكفار.

وأنتم الأعلون: أي الغالبون القاهرون.

ولن يتركم أعمالكم: أي ولن ينقصكم أجر أعمالكم وثوابها.

إنما الحياة الدنيا لعب ولهو: أي الاشتغال بالدنيا والتفرغ لها ما هو إلا لهو ولعب لعدم الفائدة منه.

ولا يسألكم أموالكم: أي ولا يكلفكم بإنفاق أموالكم كلها بل الزكاة فقط.

فيحفكم تبخلوا: أي بالمبالغة في طلبكم المال تبخلوا.

ويخرج أضغانكم: أي أحقادكم وبغضكم لدين الإسلام.

فإنما يبخل عن نفسه: أي عائد ذلك على نفسه لا على غيره فهو الذي يحرم الثواب.

وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم: أي عن طاعة الله وطاعة رسوله يأت بآخرين غيركم.

ثم لا يكونوا أمثالكم: أي في الطاعة أي يكونوا أطوع منكم لله ورسوله.

معنى الآيات:

لما ذكر تعالى الكفار ومشاقتهم لرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نادى المؤمنين١ وأمرهم بطاعته وطاعة رسوله فقال يا أيها الذين آمنوا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول أي فيما يأمرانكم به وينهيانكم عنه من المعتقدات والأقول والأعمال ولا تبطلوا٢ أعمالكم أي وينهاهم أن


١ بقوله: (يا أيها الذين آمنوا) وجملة النداء معترضة بين جملة (إن الذين كفروا وصدوا) الخ وبين (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار) .
٢ إبطال العمل: أي جعله باطلا أي: لا فائدة منه لا ثواب، فالإبطال تتصف به الأشياء الموجودة، وكان الحسن البصري يقول: لا تبطلوا أعمالكم بالمعاصي، وما يبطل العمل على الحقيقة هو أمور ثلاثة: الشرك والرياء، وأداء العمل على غير الوجه المشروع عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>