{وَلا تَتَمَنَّوْا} : التمني: التشهي والرغبة في حصول الشيء، وأداته: ليت، ولو، فإن كان مع زوال المرغوب فيه عن شخص ليحصل للمتمني فهو الحسد.
{مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ} : أي: ما فضل الله به أحداً منكم فأعطاه علماً أو مالاً أو جاهاً أو سلطاناً.
{نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا} : أي: حصة وحظ من الثواب والعقاب بحسب الطاعة والمعصية.
{مَوَالِيَ} : الموالي: من يلون التركة ويرثون الميت من أقارب.
{عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} : أي: حالفتموهم وتآخيتم معهم مؤكدين ذلك بالمصافحة واليمين.
{فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} : من الرفادة والوصية والنصرة لأنهم ليسوا ورثة.
معنى الآيتين:
صح أو لم يصح أن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ليتنا كنا رجالاً فجاهدنا وكان لنا مثل أجر الرجال فإن الله سميع عليم، والذين يتمنون١ حسداً وغير حسد ما أكثرهم ومن هنا نهى
١ التمني: نوع إرادة يتعلق بالمستقبل، وعلى خلافه التلهف؛ لأنه يتعلق بالماضي، وسر النهي عنه: أن فيه تعلق البال بالمتمني ونسيان الأجل، ولذا حرم التمني الذي هو الحسد، وهو نوعان: تمني زوال النعمة من غيره لتحصل له، وتمني زوال النعمة من غيره ولو لم تحصل له، وهو شر الحسد. وهل الغبطة من الحسد؟ والجواب: لا. والغبطة هي: أن يرى العبد نعمة علم أو مال لأحد فيغتبط ويسأل الله تعالى أن يكون له ذلك العلم ليعلمه ويعمل به، أو يكون له ذلك المال ليتصدق به. فهذه الغبطة محمودة لحديث البخاري: "لا حسد إلا في اثنتين، رجل أتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، فيقول الرجل: لو أن لي مثل مال فلان لعملت مثله فهم في الأجر سواء ".