للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَعْمَلُونَ (٨٨) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ (٨٩) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (٩٠)

شرح الكلمات:

هدى الله: الهدى ضد الضلال، وهدى الله ما يهدى إليه من أحب من عباده وهو الإيمان والاستقامة.

حبط عنهم ما كانوا يعملون: أي بطلت أعمالهم فلم يثابوا عليها بقليل ولا كثير.

الحكم: الفهم للكتاب مع الإصابة في الأمور والسداد فيها.

يكفر بها هؤلاء: يجحد بها أي بدعوتك الإسلامية هؤلاء: أي أهل مكة.

قوما ليسوا بها بكافرين: هم المهاجرون والأنصار بالمدينة النبوية.

اقتده: اقتد: أي اتبع وزيدت الهاء للسكت.

عليه أجراً: أي على إبلاغ دعوة الإسلام ثمناً مقابل الإبلاغ.

ذكرى: الذكرى: ما يذكر به الغافل والناسي فيتعظ.

معنى الآيات:

ما زال السياق في ذكر ما وهب الله تعالى لمن شاء من عباده من هدايات وكمالات لا يقدر على عطائها إلا هو فقال ذلك في الآية الأولى (٨٨) ذلك المشار إليه ما وهبه أولئك الرسل الثمانية عشر رسولاً وهداهم إليه من النبوة والدين الحق هو هدى الله يهدي به من يشاء من عباده. وقوله تعالى: {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون١} يقرر به حقيقة علمية، وهي أنّ الشرك محبط للعمل فإن أولئك الرسل على كمالهم وعلو درجاتهم لو أشركوا بربهم سواه فعبدوا معه غيره لبطل كل عمل عملوه، وهذا من باب الافتراض، وإلا فالرسل معصومون


١ حبوط العمل بطلانه وقد عصم الله تعالى أنبياءه من الشرك فلذا لم تحبط ولم تبطل أعمالهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>