للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأتم نعمتي عليم بهدايتكم إلى أحسن الشرائع وأقومها، ولأهيئكم لكل خير وكمال مثل ما أنعمت عليكم بإرسال رسولي، يزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة، ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمونه من أمور الدين والدنيا معاً، وفي الآية الأخيرة (١٥٢) أمر تعالى المؤمنين بذكره وشكره، ونهاهم عن نسيانه وكفره، فقال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} ١ لما في ذكره بأسمائه وصفاته ووعده ووعيده من موجبات محبته ورضاه ولما في شكره بإقامة الصلاة وأداء سائر العبادات من مقتضيات رحمته وفضله، ولما في نسيانه وكفرانه من التعرض لغضبه وشديد عقابه وأليم عذابه.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

١- الإعراض عن جدل المعاندين، والإقبال على الطاعات تنافساً فيها وتسابقاً إليها إذ هو أنفع وأجدى من الجدل والخصومات مع من لا يرجى رجوعه إلى الحق.

٢- وجوب استقبال القبلة في الصلاة وسواء كان في السفر أو في الحضر إلا أن المسافر يجوز أن يصلي النافلة حيث توجهت دابته أو طيارته أو سيارته إلى القبلة وإلى غيرها.

٣- حرمة خشية الناس٢ ووجوب خشية الله تعالى.

٤- وجوب شكر الله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة.

٥- وجوب٣ تعلم العلم الضروري ليتمكن العبد من عبادة الله عبادة تزكي نفسه.

٦- وجوب٤ ذكر الله بالتهليل والتكبير والتسبيح ووجوب شكره بطاعته.

٧- حرمة نسيان ذكر الله، وكفران نعمه بترك شكرها.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (١٥٣) }


١ ورد في الصحيح أن الله تعالى يقول: " من ذكرني في نفسي ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه" والمراد من الملأ: الخير، الملائكة، وورد: "أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه". وقال معاذ بن جبل: "ما عمل ابن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر عز وجل".
٢ في هذا إبطال للتقية التي جعلها الروافض من أصول دينهم.
٣ شاهده من السنة قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" وهو حديث صحيح الإسناد.
٤ شاهده من القرآنك {يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا} الأحزاب

<<  <  ج: ص:  >  >>