٢ كالدقل والحلو والحامض، وبنو آدم كذلك الأصل واحد والخلاف قائم هذا مؤمن وهذا كافر، هذا صالح وهذا فاسد، كما قال الشاعر: الناس كالنبت والنبت ألوان منها شجر الصندل والكافور والبان ومنها شجر ينضح طول الدهر قطران ٣ في هذه الآيات دلائل الوحدانية وعظم الصمدية والإرشاد لمن ضل عن معرفته حيث نبّه تعالى بقوله: {متجاورات} ومع تجاورها قطعة عذبة وأخرى ملحة، قطعة طيّبة وأخرى خبيثة كما أنّ التربة واحدة، وتسقى بماء واحد وتختلف طعوم الثمار وألوانه وخصائصه ومنافعه فهذا لن يكون صادراً إلاّ عن ذي قدرة لا تُحدّ وعلم لا ينتهي وحكمة لا يخلو منها شيء، وهو الله تعالى، وأين الطبيعة العمياء الصماء التي لا علم لها ولا إرادة من الله خالق كل شيء العليم بكل شيء؟