للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يخرج من خلاله: أي من فرجه ومخارجه.

من جبال فيها من برد: أي من جبال من برد في السماء والبرد حجارة بيضاء كالثلج.

فيصيب به من يشاء: أي فيصيب بالبرد من يشاء.

سنا برقه: أي لمعانه

يذهب بالأبصار: أي النظرة إلَيهَ

لعبرة: أي دلالة على وجود الله تعالى وقدرته وعلمه ووجوب توحيده.

كل دابة من ماء: أي حيوان من نطفة.

على بطنه: كالحيات والهوام.

على رجلين: كالإنسان والطير.

على أربع: أي كالأنعام والبهائم.

إلى صراط مستقيم: أي إلى الإسلام.

معنى الآيات:

ما زال السياق في عرض مظاهر القدرة والعلم والحكمة الإلهية وهي الموجبة لله تعالى العبادة دون سواه فقال تعالى: {ألم تر أن الله يزجي سحاباً} أي ألم ينته إلى علمك يا رسولنا أن الله يزجي١ سحاباً أي يسوقه برفق وسهولة {ثم يؤلف} أي يجمع بين أجزائه فيجعله ركاماً٢ أي متراكمًا بعضه على بعض {فترى الودق٣} أي المطر {يخرج من خلاله} أي من فتوقه وشقوقه. والخلال جمع خلل كجبال جمع جبل وهو الفتوق بين أجزاء السحاب وهو مظهر من مظاهر القدرة والعلم. وقوله: {وينزل من السماء من جبال فيها من برد} أي ينزل برداً من جبال البرد المتراكمة في السماء فيصيب بذلك البرد من يشاء فيهلك به زرعه أو ماشيته، ويصرفه عمن يشاء من عباده فلا يصيبه شيء من ذلك وهذا مظهر آخر من مظاهر


١ ذكر تعالى من حججه وبراهينه على ألوهيته شيئاً آخر وهو: سوق السحاب وتكوين المطر وإنزاله، وإزجاء السحاب، سوقه يقال: البقرة ازجت ولدها: إذا ساقته أمامها.
٢ يقال: ركمه يركمه ركما، إذا جمعه وألقى بعضه على بعض، والركام المتراكم.
٣ الودق: إنه البرق، وكونه المطر: أولى ومنه قول الشاعر:
فلا مزنة ودقت ودقها
ولا أرض أبقل إبقالها

<<  <  ج: ص:  >  >>