للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما نحن عليه {وَلْنَحْمِلْ (١) خَطَايَاكُمْ} قال رؤساء قريش لبعض المؤمنين اتركوا سبيل محمد ودينه واتبعوا سبيلنا وديننا، وإن كان هناك بعث وجزاء كما يقول محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نحن مستعدون أن نتحمل خطاياكم ونجازى بها دونكم فأكذبهم الله تعالى بقوله: {وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ} و {إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} في قولهم ولنحمل خطاياكم. وقال تعالى مقسما بعزته وجلاله: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ} أي أوزارهم {وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ} أي أوزاراً أي ذنوبا مع أوزارهم التي هي ذنوبهم وذلك من أجل ما قالوا لهم. {وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ} أي يكذبون من أنهم يحملون خطايا المؤمنين يوم القيامة.

هداية الآيات

من هداية الآيات:

١- وجوب بر الوالدين في المعروف وعدم طاعتهما فيما هو منكر كالشرك والمعاصي.

٢- بشرى المؤمنين العاملين للصالحات بإدخالهم الجنة مع النبيين والصديقين.

٣- ذم النفاق وكفر المنافقين وإن ادعوا الإيمان فما هم بمؤمنين.

٤- بيان ما كان عليه غلاة الكفر في مكة من العتو والطغيان.

٥- تقرير مبدأ من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها كما في الحديث الصحيح (٢) .

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (١٤) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (١٥)


١ - جزم الفعل (ولنحمل) على الأمر، قال الفراء والزجاج: هو في تأويل الشرط والجزاء أي: إن تتبعوا سبيلنا نحمل خطاياكم، كما قال مدثار بن شيبان الضمري:
تقول خليلتي لما اشتكينا ... سيدركنا بنو القرم الهجان
فقلت ادعي وادع فإن أندى ... الصوت أن ينادى داعيان
أي: إن دعوت دعوت.
٢ - نص الحديث كما هو في الصحيح: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه إلى يوم القيامة من غير ينقص من آثامهم شيئا" وفي الصحيح أيضا "ما قتلت نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل".

<<  <  ج: ص:  >  >>