للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لعل الساعة تكون قريبا: أي وما يشعرك أن الساعة قد تكون قريبة القيام.

وأعد لهم سعيرا: أي ناراً متسعرة.

خالدين فيها: أي مقدراً خلودهم فيها إذ الخلود يكون بعد دخولهم فيها.

تقلب وجوههم في النار: أي تصرف من جهة إلى جهة كاللحم عند شيّه يقلب في النار.

يا ليتنا أطعنا الله: أي يتمنون بأقوالهم لو أنهم أطاعوا الله وأطاعوا الرسول.

وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا: هذا قول الأتباع يشكون إلى الله سادتهم ورؤساءهم.

فأضلونا السبيلا: أي طريق الهدى الموصل إلى رضا الله عز وجل بطاعته.

آتهم ضعفين من العذاب: أي اجعل عذابهم ضعفي عذابنا لأنهم أضلونا.

والعنهم لعنا كبيراً: أي أخزهم خزياً متعدد المرات في عذاب جهنم.

معنى الآيات:

قوله تعالى {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ (١) } أي ميقات مجيئها السائلون مشركون وأهل الكتاب فالمشركون يسألون عنها استبعاداً لها فسؤالهم سؤال استهزاء واليهود يسألون امتحانا للرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمره تعالى أن يجيب السائلين بجواب واحد ألا وهو إنما علمها عند الله، أي انحصر علمها في الله تعالى إذ أخفى الله تعالى أمرها عن الملائكة والمقربين منهم والأنبياء والمرسلين منهم كذلك فضلا عن غيرهم فلا يعلم وقت مجيئها إلا هو سبحان وتعالى. وقوله تعالى: {وَمَا يُدْرِيكَ} أي لا أحد يعلمك بها أيها الرسول، وقوله {لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً} أي وما يشعرك يا رسولنا لعل الساعة تكون قريبة القيام وهي كذلك قال تعالى {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ} وقال {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} فأعلم بالقرب ولم يعلم بالوقت لحكم عالية منها استمرار الحياة كما (٢) هي حتى آخر ساعة.

وقوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً} المكذبين بالساعة المنكرين لرسالتك الجاحدين بنبوتك لعنهم فطردهم من رحمته وأعد لهم ناراً مستعرة في جهنم خالدين فيها إذا دخلوها لم


١ - شاهد قرب الساعة في السنة قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصحيح: "بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار إلى السبابة والوسطى". وحذفت التاء من قريبا ذهاباً بالساعة إلى اليوم كما حذفت من قريب في قوله تعالى (إن رحمة الله قريب من المحسنين) ذهاباً بالرحمة إلى العفو.
٢ - من الحكم العالية لإخفاء الساعة أن يكون العبد مستعدا لها بالإيمان وصالح الأعمال في كل وقت وكذلك ساعة الفرد وهي الموت.

<<  <  ج: ص:  >  >>