للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإنا عليهم مقتدرون: أي لا يعوقنا عائق لأنا عليهم قادرون.

فاستمسك بالذي أوحي إليك: أي دم على استمساكك بالقرآن سواء عجلنا لك بالموعود به أو أخرناه.

إنك على صراط مستقيم: أي إنك على طريق الحق والهدى فواصل سيرك.

وإنه لذكر لك ولقومك: أي وإن القرآن لشرف لك وشرف لقومك.

وسوف تسألون: أي عن القرآن أي عن العمل به بتطبيق شرائعه وإبلاغه لغيركم.

واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا: أي اسأل مؤمني أهل الكتابين التوراة والإنجيل.

أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون: أي هل جعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون والجواب لم نجعل أبداً فليفهم هذا مشركو مكة.

معنى الآيات:

ما زال السياق الكريم في دعوة كفار قريش إلى الإيمان والتوحيد فقوله تعالى {فَإِمَّا (١) نَذْهَبَنَّ بِكَ} أي إن نذهب بك أي نخرجك من بين أظهرهم فإنا منهم منتقمون أي فنعذبهم كما عذبنا الأمم من قبلهم عندما يخرجون رسولهم أو نرينك الذي وعدناهم من نصرك عليهم وغلبتك لهم فإنا عليهم مقتدرون أي قادرون على أن نفعل بهم ذلك.

وقوله تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ (٢) بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} أي فتمسك يا رسولنا بما يأمرك به هذا القرآن الذي أوحاه إليك ربك إنك على صراط مستقيم وهو الإسلام الذي لا يشقى من تمسك به فعاش عليه ومات عليه. وقوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلونَ} أي وأن القرآن الذي أوحي إليك وأمرت بالتمسك به هو ذكر لك أي شرف لك وأي شرف (٣) ولقومك من قريش كذلك إذا آمنوا به وعملوا بما جاء فيه وسوف تسألون (٤) عن العمل به وتطبيق أحكامه والالتزام بشرائعه.


١- الفاء تفريعية فالجملة متفرعة عما تقدم من قوله أفأنت تسمع الصم الخ والذهاب هنا قابل للموت والإخراج كرهاً بقرينة الوعيد المترتب عليه.
٢- فاستمسك الفاء تفريعية عما قبلها والآية تحض على التمسك بالإسلام تشريعاً وعملاً.
٣- هذه الآية كآية الأنبياء وهي: {لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم} ومنشأ هذا الشرف هو أن قريشا نزل القرآن بلغتها فكل الناس محتاجون إلى معرفة لغتهم ليعرفوا ما طلب منهم من عقائد وعبادات وآداب فبهذا شرفت قريش.
٤- من فسر السؤال بالعمل هو حق وكذا من فسره بالشكر فهو حق لأن شكر العلم العمل به وتعليمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>