للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قد عفا عنهم في النسيان والخطأ وخفف عنهم في التشريع فما جعل عليهم في الدين من حرج، وعفا عنهم وغفر لهم ورحمهم ونصرهم على الكافرين بالحجة والبيان وفي المعارك بالسيف والسنان فله الحمد والمنة وهو الكبير المتعال.

هداية الآيتين:

من هداية الآيتين:

١- تقرير أركان الإيمان وهي الإيمان وملائكته وكتبه ورسله.

٢- وجوب الإيمان بكافة الرسل وحرمه الإيمان ببعض وترك البعض وهو كفر والعياذ بالله تعالى,

٣- وجوب طاعة الله ورسوله والتسليم والرضا بما شرع الله ورسوله وحرمة رد شيء من ذلك.

٤- رفع الحرج١ عن هذه الأمة رحمة بها.

٥- عدم المؤاخذة بالنسيان٢ أو الخطأ فمن نسي وأكل أو شرب وهو صائم فلا إثم عليه أو أخطأ فقتل فلا إثم عليه.

٦- العفو عن حديث النفس٣ لنزول الآية فيه ما لم يتكلم المؤمن أو يعمل.

٧- تعليم هذا الدعاء واستحباب الدعاء به إئتساء بالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه وقد ورد من قرأ هاتين الآيتين٤ عند النوم كفتاه {آمَنَ الرَّسُولُ ... } السورة.


١ شاهده قوله تعالى من سورة الحج: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} .
٢ حديث: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه". أي: رفع إثمه. أما أحكامه، ففيها تفصيل: فالغرامات لا تسقط، فمن كسر آنية خطأ أو نسياناً يغرمها لصاحبها، ومن نسى صلاة مفروضة قضاها، ومن قتل خطأ دفع الدية ويسقط القصاص بالخطأ، كما يسقط الكفر بالنطق خطأ وسهواً.
٣ شاهده حديث: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل". رواه الجماعة.
٤ لحديث مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه". أي: من قام الليل لحديث: "من قرأ بعد العشاء مرتين أجزأتاه من قيام الليل، وكفتاه من شر الشيطان، فلا يكون له عليه سلطان".

<<  <  ج: ص:  >  >>