٢ سورة الأنعام: ٥٧. ٣ روى أن أبا أمامة رضي الله عنه مر برؤوس منصوبة عند باب مسجد دمشق فسأل عنها، فقيل: إنها رؤوس خوارج جيء بها من العراق فقال: "أولئك كلاب النار ثلاثاً شر قتلة تحت ظل السماء طوبى لمن قتلهم ثلاثاً ثم بكى، فقيل ما يبكيك. فقال: رحمة بهم إنهم كانوا من أهل الإسلام فخرجوا منه، ثم قرأ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} إلى قوله: {أولو الألباب} . ٤ روى أن ابن عباس رضي الله عنه قال: "التفسير على أربعة أنحاء: تفسير لا يعذر أحد في فهمه، وتفسير تعرفه العرب من لغتها، وتفسير يعلمه الراسخون في العلم، وتفسير لا يعلمه إلا الله". كما يروى هذا عن عائشة وغيرها. ٥ الجمهور على أن الوقف على قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ} ومن هنا قالوا: لا يعلم المتشابهة إلا الله، وهو مما استأثر به دون عباده ومن قال: "أن قوله تعالى: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} معطوف على قوله: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ} ، قالوا: إن الراسخين في العلم قد يعلمون المتشابه دون البعض ويدل عليه قولهم: {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} أي: ما علمناه وما لم نعلمه، وروى أن ابن عباس قال: "أنا ممن يعلم تأويله". ٦ هذه الجملة ليست من كلام الراسخين ولكنها من كلام الله تعالى فهي تذييل للكلام السابق سيقت للثناء عليهم.