للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يرقون فيه إلى السماء فيستمعون إلى الملائكة فيسمعون منهم ما يمكنهم أن ينازعوا فيه رسولنا محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فليأت مستمعهم بحجة واضحة ظاهرة على دعواه ومن أين له ذلك وقد حجبت الشياطين والجن عن ذلك فكيف بغير الجن والشياطين.

وقوله: {أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ} أي لله تعالى البنات ولكم البنون إن جميع ما تقولونه من هذا النوع هو كذب ساقط بارد، وافتراء ممقوت ممجوج إن نسبتهم البنات لله كافية في رد كل ما يقولون ومبطلة لكل ما يدعون فإنهم كذبة مفترون لا يتورعون عن قول ما تحيله العقول، وتتنزه عنه الفهوم. وقوله: {أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ} أي أتسألهم يا رسولنا عما تبلغهم عنا أجراً فهم لذلك مغتمون ومتعبون فلا يستطيعون الإيمان بك ولا يقدرون على الأخذ عنك. وقوله: {أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ١ يَكْتُبُونَ} أي أعندهم علم الغيب فهم منهمكون في كتابته لينازعوك في ما عندك ويحاجوك بما عندهم، والجواب من أين لهم ذلك، وقوله: {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً} أي أيريدون بك وبدينك كيداً؛ ليقتلوك ويبطلوا دينك فالذين كفروا٢ هم المكيدون ولست أنت ولا دينك. ولم يمض عن نزول هذه الآيات طويل زمن حتى هلك أولئك الكائدون ونصر الله رسوله وأعز دينه والحمد لله رب العالمين.

وقوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللهِ} أي ألهم٣ إله أي معبود غير الله يعبدونه والحال أنه لا إله إلا الله {فسُبْحَان٤َ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} أي تنزه الله وتقدس عما يشركونه به من أصنام وأوثان لا تسمع ولا تبصر فضلا عن أن تضر أو تنفع.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

١- تقرير التوحيد بذكر دلائله.

٢- تقرير النبوة المحمدية.

٣- تسفيه أحلام المشركين.

٤- عدم مشروعية أخذ أجرٍ على إبلاغ الدعوة.

٥- لا يعلم الغيب إلا الله.


١ حاصل معنى هذا: أنهم لا قبل لهم بإنكار ما جحدوه من البعث والوعيد والنبوة ولا بإثبات ما أثبتوه من الشرك وما وصفوا به الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من صفات مستحيلة الوقوع.
٢ لم يمض يسير زمن حتى هلك رؤساء الشرك في بدر مصداق قوله تعالى: {هُمُ الْمَكِيدُونَ} كقوله: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه} .
٣ الاستفهام إنكاري.
٤ نزه تعالى نفسه أن يكون له شريك كما زعم المشركون وادعوا باطلا فأبطل بذلك كل دعاويهم في تأليه غيره تعالى من الأصنام والشياطين.

<<  <  ج: ص:  >  >>