للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بل هو كذاب أشر: أي فيما ادعى أنه ألقى إليه من الوحي أشر بمعنى متكبر.

ستعلمون غدا: أي في الآخرة.

من الكذاب الأشر: وهو هم المعذبون يوم القيامة بكفرهم وتكذيبهم.

إنا مرسلو الناقة فتنة لهم: أي إنا مخرجو الناقة من الصخر ومرسلوها لهم محنة.

فارتقب واصطبر: أي انتظر وراقب ماذا يصنعون وما يصنع بهم، واصبر على أذاهم.

ونبئهم أن الماء قسمة بينهم: أي ماء بئرهم مقسوم بينهم وبين الناقة فيوم لها ويوم لهم.

كل شرب محتضر: أي كل نصيب من الماء يحضره قومه المختصون به الناقة أو ثمود.

فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر: أي فملوا ذلك الشرب وسئموا منه فنادوا صاحبهم وهو قدار بن سالف ليقتلها فتعاطى السيف وتناوله فعقر الناقة أي قتلها.

إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة: هي صيحة جبريل صباح السبت فهلكوا.

فكانوا كهشيم المحتظر: أي صاروا بعد هلاكهم وتمزق أجسادهم كهشيم المحتظر وهو الرجل يجعل في حظيرة غنمه العشب اليابس والعيدان الرقيقة يحظر بها لغنمه يحفظها من البرد والذئاب.

معنى الآيات:

قوله تعالى {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ} هذا القصص الموجز الثالث وهو قصص ثمود قوم صالح فقال تعالى في بيانه {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ} أي التي أنذرها نبيها صالح وهي ألوان العذاب كما كذبته فيما جاء به من الرسالة فقالوا في تكذيبهم له عليه السلام: {أَبَشَراً مِنَّا وَاحِداً نَتَّبِعُهُ١} أي كيف يتم ذلك منا ويقع؟ عجبٌ هذا إنا إذاً لفي ضلال وسعر إنا إذا اتبعناه وهو واحد لا غير ومنا أيضا فهو كغيره من أفراد القبيلة لفي بعد عن الصواب وذهاب عن كل رشد، وسعر٢ أي وجنون أيضا،


١ أي: أنتبع فردا ونترك جماعة؟ قرأ الجمهور: (بشراً) منصوباً على الاشتغال، ورفعه بعضهم على الابتداء، وواحد: نعت يتبع المنعوت في النصب والرفع.
٢ السعر: الجنون، والمسعور: المجنون قال الشاعر:
تخال بها سعراً إذا السفر هزها
ذميل وايقاع من السير متعب
يصف ناقته بالسعر لشدة نشاطها.

<<  <  ج: ص:  >  >>