إن ذلك على الله يسير: أي سهل ليس بالصعب.
لكيلا تأسوا على ما فاتكم: أي لكيلا تحزنوا على ما فاتكم أي مما تحبون من الخير.
ولا تفرحوا بما آتاكم: أي بما أعطاكم فرح البطر أما فرح الشكر فهو مشروع.
والله لا يحب كل مختال فخور: أي مختال بتكبره بما أعطى، فخور أي به على الناس.
الذين يبخلون: أي بما وجب عليهم أن يبذلوه.
ويأمرون الناس بالبخل: أي بمنع ما وجب عليهم عطاؤه.
ومن يتول: أي عن الإيمان والطاعة وقبول مواعظ ربهم.
فإن الله غني: أي غني عن سائر حلقه لأن غناه ذاتي له لا يستمده من غيره.
حميد: أي محمود بجلاله وجماله وآلائه ونعمه على عباده.
بالبينات: أي بالحجج والبراهين القاطعة على صدق دعوتهم.
وأنزلنا معهم الكتاب: أي وأنزل عليهم الكتب الحاوية للشرائع والأحكام.
والميزان: أي العدل الذي نزلت الكتب بالأمر به وتقريره.
ليقوم الناس بالقسط: أي لتقوم حياتهم فيما بينهم على أساس العدل.
فيه بأس شديد: أي في الحديد بأس شديد والمراد آلات القتال من سيف وغيره.
ومنافع للناس: أي ينتفع به الناس إذ ما من صنعة إلا والحديد آلتها.
وليعلم الله من يصره ورسله: أي وأنزلنا الحديد وجعلنا فيه بأساً شديداً ليعلم الله من ينصره في دينه وأوليائه وينصر رسله المبلغين عنه.
بالغيب: أي وهم لا يشاهدونه بأبصارهم في الدنيا.
إن الله قوي عزيز: أي لا حاجة إلى نصرة أحد وإنما طلبها يتعبد بها عبادة.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في إرشاد المؤمنين وتوجيههم إلى ما يكملهم ويسعدهم فقال تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ} أي ما أصابكم أيها المؤمنون من مصيبة في الأرض بالجدب والقحط أو الطوفان أو الجوائح تصيب الزرع {وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ} بالمرض وفقد الولد إلا وهي في كتاب أي في كتاب المقادير، اللوح المحفوظ مكتوبة بكميتها وكيفيتها وزمانها ومكانها {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} أي وذلك قبل خلق الله تعالى لها