للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"ليس الغني عن كثرة العرض ولكن ١الغني غني النفس" هذه ثلاث منن إلهية وما أعظمها والمنة تتطلب شكرا ولله يزيد على الشكر ومن هنا أرشد الله تعالى رسوله إلى شكر تلك النعم ليزيده عليها فقال فأما {فَأَمَّا الْيَتِيمَ٢ فَلا تَقْهَرْ} لا تقهره بأخذ ماله أو إذلاله أو أذاه ذاكرا رعاية الله تعالى لك أيام يتمك. {وَأَمَّا السَّائِلَ} وهو الفقير المسكين وذو الحاجة يسألك ما يسد خلته فأعطه ما وجدت عطاءً أو رده بكلمة طيبة تشرح صدره وتخفف ألم نفسه ولا تنهره بزجر عنيف ولا بقول غير لطيف ذاكرا ما كنت عليه من حاجة وما كنت تشعر به من احتياج {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ٣ فَحَدِّثْ} أي أشكر نعمة الإيمان والإحسان والوحي والعلم والفرقان وذلك بالتحدث بها إبلاغا وتعليما وتربية وهداية فذاك شكرها والله يحب الشاكرين هكذا أدب الله جل جلاله رسوله وخليله فأكمل تأديبه وأحسه.

هداية الآيات:

من هداية الآيات:

١- الدنيا لا تخلو من كدر وصدق الله العظيم {لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} .

٢- بيان علو المقام المحمدي وشرف مكانته.

٣- مشروعية التذكير بالنعم والنقم حملا للعبد على الصبر والشكر.

٤- وجوب شكر النعم بصرفها في مرضاة المنعم عز وجل.٤

٥- تقرير معنى الحديث "إذا أنعم الله تعالى على عبد نعمة أحب أن يرى أثرها عليه".


١ مخرج في الصحيحين.
٢ في الصحيح: " أنا وكافل اليتيم له أو لغيره كهاتين".
٣ روى أو داود والترمذي وصححه قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يشكر الله من لا يشكر الناس.
٤ في الصحيحين: عن أنس أن المهاجرين قالوا يا رسول الله ذهب الأنصار بالأجر كله قال: لا ما دعوتم لهم وأثنيتم عليهم، هذه الأحاديث دالة على وجوب شكر المنعم عز وجل بحمده والثناء عليه، وأن شكر ذي النعمة من الناس كذلك ولو بالدعاء له والثناء عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>