٢ نهاهم تعالى عن التفرق والاختلاف، وقد وقع ما نهاهم عنه، وثبت ما أخبر به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد قال: "تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة، النصارى مثل ذلك، وتفرقت أمتي على ثلاث وسبعين فرقة". رواه الترمذي وقال هذا حديث صحيح، وفعلاً وقد وجدت ست فرق، وهي: الحرورية –والقدرية –والجهمية –والمرجئة –والرافضة –والجبرية. انقسمت كل فرقة من هذه إلى اثنتي عشرة فرقة فصارت اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلى أهل السنة والجماعة. ٣ روى ابن القاسم عن مالك في العتبية أنه قال ما آية في كتاب الله أشد على أهل الاختلاف من أهل الأهواء من هذه الآية: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} ، قال مالك: إنما هذه الآية لأهل القبلة بدليل قوله تعالى: {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ... } .