٢ نعم انهزم المشركون في أول المعركة حتى شوهدت نسائهم عن سوقهن هاربات في أعلى الجبل خوفاً من الأسر، ومن بينهم هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان. ٣ إرادة الدنيا وحدها غير معصية ولكن ما ترتبت عنها من ترك طاعة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فطالب الدنيا إذا طلبها من حلها ولم يخل طلبه بواجب ولم يحمله على فعل حرام لا يأثم ولا يلام. ٤ لما تمت الهزيمة جلس رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع بعض أصحابه على صخرة من سفح أحد فجاء أبو سفيان فارتفع على نشز من الأرض، وقال: أفي القوم محمد؟ فقال لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تجيبوه" ثم قال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تجيبوه". ثم قال: أفي القوم عمر؟ فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تجيبوه". ثم التفت إلى أصحابه وقال: أما هؤلاء فقد قتلوا. فقال له عمر: كذبت يا عدوا الله، فقد أبقى لك الله من يخزيك به. فقال: أعل هبل. مرتين. فأجابوه بأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائلين. الله أعلى وأجل. فقال: لنا العزة ولا عزة لكم. فقالوا بأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الله مولانا ولا مولى لكم.