٢ وذلك لأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يعنف الذين تولوا يوم أحد بل رفق بهم. فأخبر تعالى أن ذلك كان بتوفيق منه عز وجل لرسوله. ٣ قيل: يمنعهم الحياء والاحتشام والهيبة من القرب منك بعد ما كان من توليهم، وهذا شأن أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ٤ هذا الترتيب مقصود فأولاً: يعفو عنهم لما كان بينه وبينهم. وثانياً: يتستغفر الله لهم لم كان بينهم وبين ربهم من تبعات. وبعد هذا الإعداد يصبحون أهلاً للمشورة فيشاورهم. ٥ الاستشارة مأخوذة من شرت الدابة، إذا علمت خبرها كجري ونحوه، ويقال للموضع الذي تركض فيه المشوار، قال ابن عطية: والشورى من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام. من لا يستشير أهل العلم والدين فعزله واجب. وقد قيل: ما ندم من استشار ومن أعجب برأيه ضل. وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما ندم من استشار ولا خاب من استخار ولا عال من اقتصد".