٢ قرئت: {قَسْية} يقال: عام قسي، أي: شديد لا مطر فيه، فالمادة مأخوذة من الشدة والقساوة. ٣ لفط: خائنة، صالح لأن يكون صفة لطائفة محذوفة كما في التفسير، وجائز أن تكون خائنة بمعنى خيانة؛ كقولهم في القيلولة: قائلة، والخيانة: هي المعصية، يحدثونها؛ كالكذب والفجور، وأصل الخيانة: عدم الوفاء بالعهد. ٤ هذا حمل له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على مكارم الأخلاق؛ لأن أذاهم كان منصبًا عليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمره بعدم مقابلة الأذى بالأذى، بل بالعفو والصفح ليعظم مقامه أمامه ويكبر في أعينهم. ٥ التعبير بلفظ: النصارى، فيه إشارتات مهمتان: الأولى: أن النصرانية بدعة ابتدعوها وليست مما شرع الله تعالى، فهو ينفي عنهم ذلك. والثانية: بما أنهم راعوا في هذه البدعة نصرة الدين والحق وأهله أخذًا من قول عيسى: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ} ، فقَالَ الحواريون: {نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ} إذا لم تنصرون الحق وهو الإسلام وأهله، وهم المسلمون؟. ٦ من الجائز أن يقال: {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} هو عائد على اليهود والنصارى؛ لأن العداوة بينهم ثابتة، إلى أن السياق هو في النصارى فظوائفهم متعددة ومتعادية متباغضة، كما أخبر تعالى، والفرق بين العداوة والبغضاء: أن العداوة من العدوان فقد ينتج عنها أذي بالضرب أو القتل. وأما البغضاء: فهي من البغض القلبي فلا يتوقع من صاحبها أذى.