وفي الجهل قبل الموت موت لأهله ... فأجسامهم قبل القبور قبور وإن امرؤاً لم يحيى بالعلم ميت ... فليس له حتى النشور نشور ٢ في الآية تقديم وتأخير. الأصل جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها والأكابر جمع أكبر وهم الرؤساء والعظماء وخصوا بالذكر لأنهم أقدر على الفساد والإفساد من عامة الناس. ٣ وذلك لفرط جهلهم لا يعلمون أن وبال مكرهم عائد عليهم. ٤ في الآية شيء من بيان جهلهم وعملهم. ٥ هذه مقالة بعضهم قال الوليد بن المغيرة لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لو كانت النبوة حقاً لكنت أولى بها منك لأني أكبر سناً وأكثر منك مالاً. وقال أبو جهل: والله لا نرضى به أبداً ولا نتبعه إلاَّ أن يأتينا وحي كما يأتيه. ٦ الصغار من الصغر ضد الكبر كأن الذل يُصغر إلى المرء نفسَه والفعل صغر يصغر من باب نَصر، وصغِر يصغر من باب علم يعلم. والمصدر الصغر بفتح الصاد والغين معاً والصغار الاسم واسم الفاعل صاغر وهو الراضي بالضيم.